العصف الذهني المعاكس و إدارة الأزمات

   العصف الذهني المعاكس و إدارة الأزمات


في بعض المجالات المختلفة ومنها المجال العسكري ومجال المطافئ والإسعاف والخدمات المدنية، نجد أن فن إدارة الأزمات هو الأساس في تدريب الموارد البشرية، لوضعها على أُهبة الاستعداد بشكل دائم لمواجهة أي مشكلة حقيقية أو أزمة قد تطرأ لأي سبب و في أي مكان.
  ففي الوقت الراهن وفي مختلف المجالات إن لم نتمكن من التدرب على ما قد يطرأ في المستقبل و نكون دائما مستعدين لمواجهته، فستكون الخسائر فادحة بالطبع، وهذا ما يسعى العصف الذهني المعاكس لمواجهته والقضاء والتغلب عليه، فهو يساعدنا على التقليل من أخطار المستقبل. فالتفكير المستقبلي أحد أهم مقومات شخصية القرن الواحد والعشرين، لذلك فإنه علينا كباحثين أن نوجه اهتماماتنا إلى إمكانية إحداث الأزمات والتدرب على حلولها قبل وقوعها، فالأمر لا يقتصر على الجوانب الخدمية فقط، بل من الطبيعي أيضا أن يكون داخل الأروقة التعليمية، و ذلك لمواجهة أي أزمة أو مشكلة قد تحدث على الجانب التربوي سواء المؤسسي أو على نطاق الصف الدراسي. فقدرة الفرد على اختراع واصطناع المشكلة بظروف تحاكي الظروف الطبيعية، ومن ثمة التدرب على حلول لها، والكشف عن القدرات الحقيقية لمواجهة تلك الأزمة فى مؤسسة ما، تُعد من أهم عوامل نجاح أي منظمة سواء تعليمية أو غير تعليمية. فنحن نعاني منذ عصور طويلة من فشل رهيب فى فن إدارة الأزمات، وذلك لأننا نترك الأمور حتى تتفاقم علينا، وتتحول إلى كوارث، ثم نبدأ فى البحث عن حلول لها. ولكن هذا الأسلوب أصبح لا يتناسب مع العصر الحالي الذي نعيش فيه، فعصر التقنية والتكنولوجيا أصبح يخترع الأزمات ويقيس مدى سرعته في القدرة على حل تلك الأزمات التي قد تحدث بشكل طبيعي يوماً ما.
    لذا نستعرض على الجانب التعليمي في هذا المقال صفات الطالب المتعلم، الذي نسعى إلى تنمية تلك المهارات لديه، حتى يكون قادراً على مواجهة تحديات المستقبل ومشكلاته، وهي على النحو التالي:

1-  صفات الطالب المتعلم ذو العصف الذهني المعاكس

هو متعلم يتمتع بالآتي:
      القدرة على مواجهة المواقف الطارئة.
      القدرة على التصرف بشكل سريع مع ما يُستجد لحظياً.
      القدرة على إدارة الأزمة حال وجودها بشكل علمي ومنهجي.
      عدم الفزع والتوتر حال حدوث المشكلات، والتفكير في حلها جذرياً على الفور.
      القدرة على تطوير الأداء وفقاً للتنبؤات المستقبلية التي تجعله قادراً على مواجهة أصعب المواقف.
      القدرة على التفكير العلمي والمنهجي الصحيح.
      عدم الوقوف عند حد معين والسعي لتطوير المهارات الشخصية باستمرار.
      التأقلم مع التطورات التكنولوجية والتقنية المتسارعة في العصر الحاضر.
      التعود على إيجاد حلول جذرية للمشكلات وليس مجرد حلول مؤقتة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
      تحول التعلم في ذهن المتعلم من مجرد علوم نظرية إلى عمليات تطبيقية.
      التفكير المستقبلي وعدم انتظار الوقوع فى مشكلة للتفكير في حلها.

2-  صفات المعلم في العصف الذهني المعاكس

على المعلم أن يتمتع بقدرات خاصة عند تعليم طلابه وهي على النحو التالي:
      أن يكون متمكناً من مهارات التفكير الناقد والمستقبلي.
      معلم مبدع وغير جامد في تصرفاته وطرائقه في التعلم.
      معلم تكنولوجي ومطلع، ومتعدد المصادر في معرفته.
      قادر على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة أكثر مرونة و ابتكارية.
      قادر على التنبؤ بالكثير من الأحداث وفقاً للمعطيات التي أمامه.
      معلم حيوي، يسعى دائما إلى الجديد في علاقته مع ذاته وطلابه.
      معلم إنسان في تعاملاته، وتصرفاته مع طلابه.
      قادر على جعل الأمور أكثر ديناميكية.
      يفتح لطلابه العديد من الطرق والأساليب الإبداعية في التفكير.

3-  العصف الذهني المعاكس منهجاً للتفكير

  ماذا لو أصبح العصف الذهني المعاكس منهجاً وأسلوباً للتدريب والتفكير في مختلف جوانب الحياة، والجوانب التعليمية بصفة خاصة، وكيف سيكون الحال إذا أصبح أحد أهم محاور بحوثنا التربوية؟
هي دعوة إذن لجموع باحثينا ليجعلوا العصف الذهني المعاكس أحد أهم محاور البحوث والمتغيرات التابعة لها في الآونة القادمة، نظراً لعلاقته القوية بالمجال التعليمي سواء على الجانب الفصلي أو فيما يخص العملية التعليمية أو على الجانب المؤسسي والوزاري.
  بكل تأكيد سوف يتغير الأمر وسيُسهم في إحداث تطورات جذرية في طريقة التفكير والتعامل مع الأزمات والمشاكل التي من الممكن أن تحدث.


تعليقات